سوريا هي حالة أخرى لفشل جميع جهود الوساطات التي تقودها جهات خارجية. عندما تم تعيين كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي في 2011 لقيادة جهود الوساطة للأمم المتحدة، كان هناك أمل في الوصول حل تفاوضي. ولكن، بعد فترة وجيزة من استقالتهما تباعا مستسلميْن لحالة الإحباط التي ألمت بهما، فقدت الأمم المتحدة تدريجياً الصدارة ولم تعد تتوفر على المساحة الكافية لتيسير المحادثات بشكل محايد ومؤثر. وبالمقابل، أطلقت القوى الأجنبية المنخرطة مباشرة في النزاع عمليات موازية فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس وأي أمل في تسوية سياسية. وتستمر حالة الجمود السياسي، بل وتتفاقم، مع تحول ميزان القوى إلى حد كبير لصالح الحكومة السورية ومؤيديها الأجانب.